من المهارات التي يهملها بعض مديري المؤسسات مهارة التدريب؛ فهم يوجهون الملاحظات إلى الموظف إذا أخطأ، لكنهم لا يدربونه على تجنب الخطأ. إنّ القائد المدرب هو القائد الذي يهتم بتطوير موظفيه، ويساعدهم على معرفة نقاط ضعفهم ونقاط قوتهم، ويشجعهم على وضع أهداف بعيدة الأمد لتطوير أنفسهم، وعلى رسم خطط لتحقيق هذه الأهداف.
من أكبر العوامل التي تخلق عند الموظف دافعاً ذاتياً إلى العمل هو ربط هذا العمل بطموحاته الشخصية والمهنية، لذلك فإنّ القائد المدرب تتجاوز أحاديثه مع موظفيه مجال العمل، إلى مجال اهتماماتهم وطموحاتهم وأحلامهم، وهو يفوض موظّفيه بأعمال تتجاوز طاقتهم الاعتيادية، من أجل رفع كفاءتهم، ويعطيهم جرعة من الثقة بالنفس، تدفعهم إلى النهوض بهذه الأعمال.
إنّ القائد الذي يركز فقط على الأداء الممتاز، والذي يهتم فقط بالأهداف القصيرة المدى للمؤسسة – كزيادة المبيعات مثلاً –، ولا يعير أي اهتمام لطموحات موظّفيه واهتماماتهم الشخصية سيُشعر هؤلاء الموظفون بأنهم يُستخدمون كأدوات لتحقيق مآربه، وذلك يؤثر سلباً في اندفاعهم بالعمل، أما إذا جعل القائد تحقيق أهداف المؤسسة منسجماً مع تحقيق طموحات موظفيه فإنّه يلمس في نفوسهم الوتر الذي سيطلق طاقاتهم، ويجعلهم يعطون أفضل ما عندهم.
![](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhmpuKw850NWZmz8M5IARy4pt5Pln5J9xJIR9YTzizFpBdUAnHX08tdKL0_BXnGSg35zUkrz1JsXpVQO_T1SOy3O7XmLQxDJHCgKogNX1-I66mTDWlhemkD5D2UnuMb4kd9yCAZDJmV3lk/s320/brainstorming-business-people-businessman-1289893.jpg)
في الواقع هناك
الكثير من الصفات التي تميّز القائد المعلّم، ولعل أهمها:
القائد المعلّم
يهتم، يهتم ويقدّر كل من يعمل معه وليس فقط من يحتاج هذا الاهتمام أو من يرغب هو
بالاهتمام به أكثر من غيره، فالجميع لدى القائد سواسية.
القائد المعلّم يستمع
أكثر مما ينصت، لأنه يعرف أن الاستماع هو أهم أشكال الاهتمام.
القائد المعلّم فطن،
ويستطيع قراءة ما بين السطور، وينصت لما خلف الكلمات المحكية، ويراعي الضغوطات الخارجية
المؤثرة على الأداء. ولا يكتفي بمعرفة الأسئلة الصحيحة بل متى ولمن يجب أن توجّه
أيضاً. باختصار هو يستطيع الغوص بعمق ليصل الى جذور الأداء وتفاصيل السلوك ودون
إشعار التابعين بذلك.
القائد المعلّم
مسؤول، فهو يتحمل مسؤولية تعليم وتطوير أتباعه وبشكل تطوعي ويضمن لهم النجاح في
حياتهم ومستقبلهم.
القائد المعلّم
منضبط، وملتزم بقواعده وأنظمته، ويتّبع عادات ايجابية وتنموية. وفي النتيجة يحفّز
أتباعه للتخلص من عاداتهم السيئة واتباع عادات ايجابية من نابع الاقتداء بهذا
القائد.
القائد المعلّم
لديه رؤيا، ويؤمن بها وبتحقيقها، وبقدرات أتباعه على الوصول للأهداف وتحقيق الرؤيا.
القائد المعلّم
أهل للثقة، فأفعاله مطابقة لكلامه، ووعوده دوماً محققة، ولديه ثقة بنفسه
ومعلوماته، ويسخّر نفسه لخدمة أتباعه.
No comments:
Post a Comment