أضر تفشي وباء فيروس كورونا عالميا بالاقتصاد في جميع أنحاء العالم وعطل الكثير من فعالياته، بيد أن إجراءات الإغلاق العام التي أعقبت تفشي المرض لم تكن سيئة للجميع، فقد أسهمت في إزدهار أعمال بعض الشركات.
كما أن قصص نجاح هذه الشركات لم تخلُ من بعض التفاصيل الجانبية التي تشكك فيها.
على سبيل المثال لا الحصر، إتجه العديد من الناس للتسوق عبر الإنترنت، الأمر الذي يُعد خبرا رائعا بالنسبة لقطاع التجارة الإلكترونية؛ وقد ساعد ذلك بعض الشركات بالتأكيد،
تختلف الآثار الاقتصادية لوباء كورونا على قطاع الاعمال باختلاف النشاط وبطول أمد هذا الوباء، ويتراوح الأثر من كبير ومدمر وغالبا ما يؤدي للإفلاس والخروج من السوق، الى متوسط يمكن التعافي منه مع مرور الوقت، اضافة لأثر محدود، كما ان هنالك اثار إيجابية لهذه الأزمة على قطاعات محدد
أهم المفاتيح للتأقلم مع متغيرات سوق العمل بعد أزمة كورونا
1. العمل عن بعد
بعد نجاح تجربة العمل عن بعد خلال الفترة الماضية، لا يرغب العديد من الموظفين في العودة إلى المكتب، أو على الأقل لا يرغبون في استئناف العمل من المكتب بشكل دائم.
وفقًا لدراسة شركة أديكو (Adecco) للتوظيف المؤقت، يرغب 77% من الموظفين في الجمع بين العمل عن بعد والعمل في مقر الشركة. بهذه الطريقة، سوف يتمكن الموظفون من التوفيق بشكل أكبر بين الحياة الشخصية والحياة العملية، وتجنب التنقل المستمر إلى مكان العمل.
2. أربعة أيام دوام في الأسبوع
الحصول على وقت فراغ أطول من العوامل التي تجعل الموظفين يعودون إلى أعمالهم بنشاط أكبر ويقدمون إنتاجية أفضل. من أجل ذلك، ينبغي على المؤسسات أن تراهن على أسبوع العمل الذي يمتد أربعة أيام بدلا من خمسة.
وفقا لاستطلاع أجرته كلية هينلي لإدارة الأعمال (Henley Business School)، يرى 77% من الموظفين أن حياتهم ستكون أفضل إذا عملوا أربعة أيام في الأسبوع.
ويجب أن تتغير ثقافة العمل بشكل يعطي أولوية لتحقيق الأهداف بدلا من التركيز على عدد ساعات العمل.
3. الاعتماد على الرقمنة
لعبت التكنولوجيا دورا حاسما في إنقاذ المؤسسات المتعثرة خلال الفترة الماضية، وتتجه الشركات أكثر فأكثر نحو اعتماد الرقمنة، ومن المنتظر أن يتواصل هذا الأمر في المستقبل القريب.
سيُحدث ذلك تغييرات كبيرة على بيئة العمل، وسيتعيّن على الموظفين اكتساب مهارات جديدة، والتكيف سريعا مع الأدوات الرقمية الحديثة.
4. تعزيز التواصل مع الموظفين
في ظل الجمع بين العمل في المكتب والعمل عن بعد، يصبح التواصل مع الموظفين أكثر أهمية بكثير من السابق.
لذلك يجب أن يطّلع الموظفون على آخر المستجدات في الشركة بغض النظر عن المكان الذي يؤدون فيه مهامهم، ومن الضروري تبني إستراتيجية اتصالية داخلية ناجحة لتعزيز نمو الشركة وتحفيز الإنتاجية.
5. قطع الاتصال بالشبكة
حسب موقع إكيبوس إي تالنتو الإسباني تشير الإحصائيات إلى أن الإسبان يعملون بمعدل ساعتين إضافيتين يوميا عندما يؤدون العمل عبر الإنترنت من المنزل.
كما زاد اعتماد خبراء التوظيف على شبكة الإنترنت للبحث عن المرشّحين ومقابلتهم وتقييمهم بدقة وفعالية دون أي اتصال جسدي معهم. فقد لاحظنا مثلاً زيادة في عدد الوظائف التي أُعلن عنها على موقع بيت.كوم في دولة الإمارات من 1009 وظيفة في شهر ديسمبر/كانون الأول من العام 2019 إلى 1287 وظيفة في فبراير/شباط من العام 2020. ويشير ذلك إلى تزايد عدد الشركات التي أصبحت تلجأ إلى شبكة الإنترنت والتكنولوجيا لتوظيف الكفاءات.
لا شك بأن معظمنا، منذ بدء أزمة كورونا، لجأ إلى استخدام شبكة الإنترنت ليس فقط لغايات مهنية، بل لغايات شخصية أيضاً. فلم نعتمد على الشبكة فقط لإنجاز مهام عملنا اليومية والتواصل مع فريق عملنا، بل لجأنا أيضتً إليها لشراء السلع الغذائية والبضائع الاستهلاكية عن بُعد، وذلك لتجنب الاختلاط مع الآخرين والحد من نشر الفيروس. وإذا ما قارنا شهري نوفمبر/تشرين الثاني من العام 2019 وفبراير/شباط من العام 2020، نجد بأن عدد الوظائف التي أُعلن عنها في قطاع الإنترنت/التجارة الإلكترونية ارتفعت بنسبة 18%.
رها السعيد
No comments:
Post a Comment