أسباب التغيير ودوافعه
لابد من وجود سبب جوهري
ملح (دافع) يبرر عملية التغيير ويتوجب على المنظمة تقدير حجم التغيير المطلوب
والموارد اللازمة والفترة الزمنية المناسبة لتخطيط التغيير وتطبيقه على أرض الواقع
وتقع دوافع التغيير في أربع فئات رئيسية هي:
أولاً: الشعور بعدم الرضا عن الوضع الحالي
يتولد عدم الرضا عن الاحساس بالفرق بين ماهو
كائن وبين ما يجب أن يكون فقد تشعر إدارة المنظمة أو العاملين بعدم الرضا عن
السياسات أو الاستراتيجيات أو العمليات أو الأداء في بعض جوانب التنظيم مما يشكل
حافزاً للتغيير في النفوس ولايعتبر هذا الحافز كافياً بل يجب أن يرتبط بإرادة
ورغبة في التغيير وهنا يأتي دور الإدارة في استثمار هذه الرغبة عن طريق نشر ثقافة
التغيير وانه حتمي لابد منه وأن يعي العاملين بأن نتائج التغيير السلبية التي
تترتب على البعض افضل بكثير من عدم التغيير الذي قد يكلف المنظمة حياتها وعندئذٍ
لن يسلم أحد من الكارثة.
ثانياً: الضغوط الخارجية
يأتي هذا الضغط من العوامل
الخارجية او من الأطراف المختلفة فيها وتختلف درجة الضغوط التي تحس فيها المنظمات
تبعاً لطبيعة عملها وطبيعة البيئة الخارجية من حولها ونلاحظ ان ثورة الاتصالات
والمعلوماتية فرضت نفسها على جميع المنظمات دون استثناء.
ثالثاً: زخم التغيير
المقصود بزخم التغيير هو
القوة الدافعة للتغيير في مجالات أخرى وعمليات أخرى في المنظمة غير تلك التي
ابتدأت برنامج التغيير وعلى سبيل المثال، المنظمة التي تستخدم الانترنت لأول مرة
في دائرة التسويق لابد وأن تواجه صغوطاً من قبل العاملين في الأقسام الأخرى
لاستخدامه وباعتبار المنظمة نظام متكامل يتبين مدى الواقعية في الدعوة لنشرثقافة
التغيير لدى جميع العاملين في المنظمة وحقيقة التغيير بأنه عملية مستمرة كما أن
اقتناع العاملين ببرنامج التغيير يكسبه الزخم ودقة التنفيذ اللازمان لتحقيق كفاءة
الإنفاق على ذلك البرنامج وغيره من البرامج المستقبلية ولا يقتصر زخم التغيير على
عوامل البيئة الداخلية وإنما يفرض زخم التغيير في عوامل البيئة الخارجية نفسه على
المنظمة التي يتوجب عليها ان تكسب التغيير الزخم الذي يتناسب مع ما هو عليه في
المنظمات المنافسة والمنظمات الأخرى.
رابعاً: تحمس الإدارة للتغيير
تعتبر الإدارة في المنظمة
وكيل تغيير (change Agent) فالمدير المعني هو الذي يستشرف جوانب التغيير ويخطط له ويحدد
برامجه ويشرف على تنفيذها ويشجع العاملين على التغيير عند اللقاء معهم وجهاً لوجه.
وفيما يلي أهم الأسباب
والمبررات التفصيلية للتغيير والتي تقع ضمن الفئات السابقة ما يلي :
- تغيير او تعديل أهداف المنظمة مما يستدعي إدخال تغييرات تنظيمية على انشطتهما وهكيلهما التنظيمي وحجم القوى العاملة فيهما بما يتماشى مع التغيير او التعديل الحاصل.
- التطور التكنولوجي إذ إن إدخال التكنولوجيا إلى المنظمة يتطلب إدخال تغييرات تنظيمية في المجاليين المادي والبشري.
- تغيير الشكل العام للمنظمة فقد يتطلب الأمر احياناً اندماج المنظمة مع منظمة أخرى أو أن تفتح لها فروعاً لتغطية مناطق جغرافية متعددة مما يستدعي إدخال التغييرات المناسبة
- انخفاض الروح المعنوية لدى العاملين في المنظمة وبطء العمل وارتفاع تكلفته وتدني الإنتاجية مما يستدعي إدخال تغييرات تنظيمية من أجل القضاء على هذه المظاهر السلبية
- تغيير حاجات المستفيدين ورغباتهم وتوقعاتهم إذ يعد هؤلاء محور اهتمام المنظمة وأساس خدماتها وأن اي تغيّر في حاجاتهم أو الخدمات يجب أن يصاحبه التغيير التنظيمي المناسب.
- الفشل في بعض المجالات الوظيفية إذ قد يظهر فيها في بعض الأحيان تدني واضح في الإنتاجية او تراجع في نوعية المخرجات او ارتفاع في تكلفة العمليات وغيرها مما يستدعي إدخال التغييرات التنظيمية اللازمة للقضاء على هذه المظاهر السلبية
- زيادة المنافسة بين المنظمات مما يستدعي تغيير واضح في السياسات وأساليب العمل وإجراءاته وطبيعة الخدمات المقدمة إلى المستفيدين وطبيعة القوى العاملة وحجمها والتكنولوجيا المستخدمة وغيرها
- تغيير إدارة المنظمة وما يتبعه في كثير من الأحيان من تغييرات في فلسفة الإدارة وأسلوب عملها وتغييرات في الهيكل التنظيمي وتحركات في مواقع العاملين وتغييرات في نمط الاتصال وغيرها
- تغييرات في البيئة الخارجية للمنظمة مثل التغييرات التي قد تحصل على التشريعات والقوانين الحكومية (تعديل ساعات العمل، تعديل نظام الرواتب، تعديل نظام المشتريات….) مما يستدعي احداث تغييرات ملائمة في المنظمة.
- النزعة للتجديد والابتكار سواء على مستوى الأفكار او المنتجات او الخدمات وغيرها مما يشير إلى ضرورة التغيير التنظيمي.
رها السعيد